languageFrançais

متحف قرطاج:عرض نادر لأول جواز سفر في العالم

تم مساء أمس الجمعة 19 جانفي 2018، بالمتحف الوطني بقرطاج، افتتاح معرض لقطع أثرية يعود تاريخها إلى الحضارة الأترورية.
 

المعرض الذي ستتواصل فعالياته على مدى أسبوعين، أشرف على افتتاحه كل من وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين ووزيرة السياحة والصناعات التقليدية سلمى اللومي، بحضور عدد من نواب الشعب وعدد من السفراء .
 

وسيكتشف زوار المعرض للمرة الأولى، مجموعة كبرى من القطع الأثرية يتجاوز عددها 2000 قطعة تعود إلى الحضارة الأترورية خلال الفترة الممتدة من 7 إلى 4 قرون قبل الميلاد.

 كما يتضمن المعرض، عرضا نادرا لأول جواز سفر في العالم، لأحد المسافرين القرطاجيين نحو "اتروريا" (إيطاليا)، وهو عبارة عن تذكرة مصنوعة من العاج البرونزي، وعلامة على الهوية التي يعود تاريخها إلى القرن السادس قبل الميلاد.
 

ويحتوي هذا المعرض على مجموعة ثرية ومتنوعة من القطع الأثرية التي تشهد على العلاقات الودية بين الشعبين في الفنون وفي المجالات العسكرية والتجارية. كما تجمع قطعا من الخزف (الفخار الأسود) بالإضافة إلى قطع من البرونز وقطع أخرى مستمدة من روح الحضارة الإغريقية.

وقال المدير العام لإدارة التراث عبد الحميد الأرقش في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، إنّ هذا المعرض يبرز العلاقة الوطيدة بين الشعبين، وهي علاقة تجاوزت المجال التجاري لتصبح علاقة تعاون وتحالف بينهما. كما أكد على أن المعرض سيستمرّ لمدة أسبوعين، ويستهدف أيضا الطلبة والتلاميذ الذين سيرافقهم مختصّون في هذا المجال لشرح محتويات المعرض ومكوناته.

ومن جانبه شرح مدير قسم الأبحاث في المركز الوطني للبحوث العلمية "جون غران أيميريش"، وهو أيضا باحث متخصص في الحضارة الأترورية، أن سكان الحضارة الأترورية لهم لغة فريدة تختلف عن الهندية والأوروبية، وأصولهم غير معلومة، مضيفا "كان للمرأة الأترورية دورا هاما لم تضطلع به أي امرأة، في ذلك الوقت، من الحضارة الرومانية أو الإغريقية أو حتى البونيقية".

كما أبرز أن المرأة الأترورية كان يسمح لها بحضور الألعاب والعروض التي تقام في الساحات العمومية، فضلا عن حضور المآدب رفقة أزواجهن، و"حق الأم منح لقبها للأبناء بالطريقة ذاتها التي يتمتع بها الآباء"، على حد قوله.

وأكد وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين على أهمية هذا المعرض ودوره في تدعيم التراث الوطني على المستوى الدولي. كما أعلن بالمناسبة، عن تنفيذ العديد من المشاريع بهدف الترويج لمدينة قرطاج التاريخية، وهي مشاريع قال إنها تتنزل في إطار الخطة الوطنية لتثمين التراث الوطني في مختلف مناطق الجمهورية والترويج له دوليا، حتى يكون ركيزة من ركائز التنمية بالبلاد.

وقدمت مديرة المتحف الوطني بقرطاج سندس الدقي، مشروعا لإعادة تهيئة موقع قرطاج الأثري، حيث ستشمل هذه التهيئة ترميم بعض المعالم على غرار الميناء البونيقي.